أعلان الهيدر

الثلاثاء، 19 فبراير 2019

الرئيسية المشكلات الاسرية لظاهرة تعدد الزوجات من وجهة نظر الاخصائيين الاجتماعيين بوحدة الارشاد الاجتماعي بمنطقة الرياض

المشكلات الاسرية لظاهرة تعدد الزوجات من وجهة نظر الاخصائيين الاجتماعيين بوحدة الارشاد الاجتماعي بمنطقة الرياض



المقدمة
إن الأسرة تعني معيشة رجل وامرأة أو أكثر معاً على أساس الدخول في علاقات شرعية يقرها المجتمع وما يترتب على ذلك من حقوق وواجبات .
والاسرة هي اهم جماعة إنسانية وهي اللبنة الأولى للمجتمعات ، وهي التي ينشأ عنها مختلف التجمعات الاجتماعية الاخرى ، وعلى هذا فالأسرة تؤثر وتتأثر بالمناخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي .
والشريعة الإسلامية لم تترك اتصال الرجل بالمرأة فوضى لا ضابط له بل صنعت له نظاماً وحددت له مفهوماً يحفظ له شرفه ويصون له كرامته، فجعل ذلك الاتصال مبنياً على الإيجاب والقبول وعلى الأشهاد وبحضور الولي وبهذا النظام فذب غريزة الإنسان وحمى النسل من الضياع وصان المرأة من الابتذال (السامرائي ، 2004م ، ص66) .
الأسرة لا تتكون في الاسلام الا بالزواج وقد اعطي الإسلام عناية كبيرة للزواج وتكوين الأسرة وورد ذلك في العديد من الآيات القرآنية ومنها قولة تعالي (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم : آية 21) .
هذا ولعل من القضايا بالغة الأهمية التي شرعها الله - تعالى - نجد "تعدد الزوجات" الثابت في كتاب الله وسنة رسوله وسيرة السلف الصالح هذا التشريع الرباني أُثير حوله كثير من اللغط من قبل العلمانيين الذين يتبعون تفاهة الغرب والجاهلية المعاصرة وينكرون شرائع الله بدون علم، في حين أنهم لا يجرؤون على التصريح برفضهم للانحراف عن الفطرة وانتهاكات حقوق الإنسان والمجتمع (امبابي ، 2005م، ص1642).
هذا ويعتبر موضوع تعدد الزوجات من الأمور المثيرة للجدل والتي ترتبط في الأذهان بكثير من المفاهيم والانفعالات النفسية للمرأة والرجل على حد سواء، ولم تعد هناك حاجة إلى المزيد من الدلائل على أن هذا الموضوع قد أصبح في مقدمة اهتمامات الناس في المجتمعات العربية (الشربيني ، 2007م ، ص1).
فالإسلام أباح تعدد الزوجات شرط العدل والكفاية ولكنه لم يوجه ولم يأمر به على الإطلاق ( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ) (النساء : آية 3) فالشريعة لا تفرض للمثل الأعلى الذي يتحقق به الكمال ولكنها تفرض لأحوال الضرورة كما تفرض لأحوال الاختيار (محبوب ، 2006م ، 60).
ولذلك فإنه يجب وجود مبررات مشروعة لتعدد الزوجات والتي قد ترجع إلى مرض الزوجة، أو الرغبة في إنجاب الذكور، أو نتيجة للزواج المبكر للرجل بعد اختبار الزواج الأول وهجرة الزوج من موطنه لظروف اقتصادية فيتخذ من مهجره زوجة أخرى، أو نتيجة تغير ظروف الزوج التعليمية التي أصبحت لا تناسب زوجته الأولى فيضطر للزواج ثانية، وإذا كانت تجاوزت تصاحب تعدد الزوجات فالسبب في ذلك يرجع إلى سوء استعمال الرخصة المقررة شرعاً وتخطى الضرورة الشرعية المبررة للتعدد والقفز إلى أغراض شخصية لا تقيم حدود الله (منصور ، 2007م ، ص73) .
والإسلام في إباحة تعدد الزوجات لم يترك هذه الإباحة لمجرد الرغبة في قضاء الوطر أو تفريغ الشهوة أو التلاعب بأعراض الناس أو لمجرد نزوة عابرة لا. فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ الزواج سبيلاً إلى الذواقة فجاء في الحديث "لعن الله الذواقين والذواقات" ونهى الله عن تعدي الحدود فقال تعالى ( وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ ) (البقرة : آية 229) وقال تعالى محذراً من إيذاء المؤمنات والمؤمنين ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً ) (الأحزاب : آية 58)، وإنما أباح الإسلام التعدد لحكم ومقاصد وأسباب وبشروط وضوابط تحميه من الانحراف وتقيده بالحق والعدل ومن الأسباب الداعية إلى التعدد عقم الزوجة أو عدم قدرتها على الإنجاب فهنا يُباح للزوج أن يعدد رغبة في تحقيق ما يحب من إنجاب، أو إصابة المرأة بمرض مستعص لا يؤمل برؤه ففي هذه الحالة تقتضي حكمة الإسلام أن يكفا الزوج الذي يصبر على مرض زوجته ويبقيها عند. بأن يتزوج من غيرها رغبة في تكوين الأسرة الصالحة والسليمة (رقيط ، 1998م ، ص82).
اما على صعيد الاحصاءات التي اجريت على المملكة العربية السعودية في موافقة افراد المجتمع السعودي ذكور واناث من تعدد الزوجات فلقد ايد فكرة تعدد الزوجات نسبة 73% ورفضها 20% مما يدل على أن هناك نسبة كبيرة من افراد المجتمع تترسخ لديهم فكرة تعدد الزوجات امر طبيعي ويحتمل حدوثه في اسرهم (السرحان ، 2011م ، ص14)
هذا ويجب الإشارة إلى أن هناك العديد من الأثار السلبية التي يتعرض لها الأبناء في الأسرة التي تتعدد فيها الزوجات. وهي سلبيات تنشأ في ظل غياب المبررات التي حددتها الشريعة الإسلامية للتعدد وغياب الضمانات الاجتماعية المادية والمعنوية التي اشترطت الشريعة تأمينها في هذه الحالة والتي ينبغي تأمينها في حالة تعدد الزوجات (الديب ، 1998 ، ص278).
فالأولاد من أمهات مختلفات ينشأون بين عواطف الشقاق والخصام، فلا يجدون ما يساعد غرائزهم على تمكين علائق المحبة بينهم، بل يجدون ما يعكس تلك الغرائز، وينمي في نفوسهم البغضاء، ولا يستطيع أحد أن يحاول بين ما يشهدون من تخاصم أمهاتهم بعضهن مع بعض، وتخاصمهن مع والدهم، وبين أثر ذلك في نفوسهم. بل يسرى في أفئدتهم سم الغش والخدعة والشر (أمين ، 2007م ، ص119).
كما ينجم عن التعدد ظواهر أخرى غير سوية تتصل برعاية الأطفال مثل التعقد النفسي والتشرد والانحراف والشذوذ والإجرام. وسبب ذلك أن الرجل يكون دائماً أكثر رعاية لأولاد محظوظته من الزوجات ويتجاهل أمر الآخرين وهذه الظاهرة تؤدي إلى إثارة الحقد بينهم وزيادة الحسد، فينكل بعضهم ببعض وتكون النتيجة أن يترك بعضهم المنزل ويهيم على وجهه لأنه يئس من الحياة المنزلية لسوء المعاملة. ونحن إذا بحثنا حالة الأطفال المشردين والجانحين نجد أن معظم الحالات ترجع إلى أن الآباء تزوجوا بغير أمهاتهم ؛ وأن بعض الأبناء كانوا موضع الرعاية والعطف ؛ وكان البعض الآخر محل النقمة والحرمان وسوء المعاملة لاسيما من جانب زوجات الأب (الخشاب ، 1981م ، ص224).
واما ما يخص الزوجات تكمن عدة جوانب سلبية من وجهة نظر البعض بسبب عدم تقبل المجتمع للزوجة الثانية التي من وجهة نظرهم انسانه اقتحمت البناء الاسري لزوجة أخرى لتشاركها زوجها وهناك قليل في هذا المجتمع يرون أنها إنسانة دفعتها الظروف للقبول بهذا الوضع وهناك العديد من التجارب الناجمة التي أكدت عليها الكثير من الدراسات بأخذ عينات من الزوجات اللاتي يجمعهن زوج واحد كذلك مسألة زواج الرجل من اخرى فبعضها تنتهي بالطلاق وبعضها الآخر تنتهي بمشاكل لا نهاية لها وبعضها تنتهي بنتائج غير مرضية للطرفين (الشمري ، 2015م،ص1471)
وفي هذا الجانب اتجهت العديد من الدراسات إلى دراسة تعدد الزوجات منها دراسة إنشاء عمران 1986 التي توصلت إلى أن هناك علاقة بين تعدد الزوجات وبين ظهور بعض الآثار السلبية لهذه الظاهرة، وبروز مجموعة متشابكة من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والتربوية، مع وجود اختلافاً واضحاَ بين نوعية المشكلات في الريف والحضر (عمران ، 1986 ، ص441).
وبالنظر إلى نتائج الدراسات السابقة نجد أنها أكدت على وجود العديد من المشكلات المترتبة على تعدد الزوجات، وأجمعت أغلبية الدراسات على ضرورة العمل على مواجهة الآثار السلبية لتلك الظاهرة .
ومن هنا كان من الواجب علينا البحث في وجود هذه الظاهرة في مجتمعنا وتأثيراتها السلبية على افراد الاسرة .

مشكلة البحث
حيث تعتبر الأسرة نسقاً اجتماعياً يتمتع بخصائص وسمات محددة . ويعمل في إطار مجموعة من التفاعلات والعلاقات المتصلة والمتبادلة والأسرة من أب وأم وزوجة الاب والأبناء في بعض الأسر تحدث المشكلة نتيجة الخلل في النسق الزواجي ونظراً لوجود زوجة اخرى فلم يعد النسق الزواجي (الزوج – الزوجة) يقوم كلا منهم بوظائف دورة كما كان من قبل لأنه لم يعد هناك قدر من التسامح أو التماس الأعذار فيما بينهما وكذلك الخلل الذي حدث في نسق الأبناء ان وجدوا لأن كل من الوالدين يحاول كسب الأبناء اليه . وينتقل هذا الخلل أيضاً إلى النسق القرابي بالنسبة لأفراد الأسرة الذي كثيراً ما يكون مصدراً للضغط مما يجعل الزوجة تبحث عن حل المشكلات بطلب الطلاق ، وما يترتب عليه من تدمير لكيان الاسرة والاولاد .
لذلك تحددت مشكلة البحث في السؤال الرئيسي التالي :
ما المشكلات الاسرية لظاهرة تعدد الزوجات من وجهة نظر الاخصائيين الاجتماعيين بمركز خدمة المجتمع بمنطقة الرياض؟
تساؤلات البحث :-
1- ما الأسباب الواقعية لتعدد الزوجات من وجهة نظر الاخصائيين الاجتماعيين وحدة الارشاد الاجتماعي بمنطقة الرياض ؟
2- ما المشكلات المترتبة على تعدد الزوجات من وجهة نظر الاخصائيين الاجتماعيين وحدة الارشاد الاجتماعي بمنطقة الرياض ؟

أهداف البحث :-
1- التعرف على الأسباب الواقعية لتعدد الزوجات في مجتمعنا.
2- محاولة علمية لبلورة المشكلات المترتبة على تعدد الزوجات.
3- محاولة وضع مجموعة من الارشادات التي تساعد في التخفيف من المشكلة وتقليل اضرارها الاجتماعية .
أهمية البحث :-
تنبع أهمية الدراسة من خلال ما يلي :-
1- رغبة الباحثة في تنبيه المجتمع إلى المشكلات المترتبة على تعدد الزوجات لما لها من آثار سلبية على الأبناء والزوجات والمجتمع ككل خاصة في حالات غياب المبرر الديني للتعدد والشروط الشرعية التي أوجبها الله سبحانه وتعالى.
2- إغفال الاهتمام بهذه الظاهرة من قبل الباحثين على الرغم من وجودها في مجتمعنا في كل الطبقات العليا والمتوسطة والدنيا.
3- تفريغ ظاهرة تعدد الزوجات لظواهر أخرى سلبية كأطفال الشوارع والفقر والأحقاد الاجتماعية بين الأخوة حال غياب الوعي الديني.
4- ما أشارت إليه بعض الدراسات السابقة من أن ظاهرة تعدد الزوجات تؤثر في ارتفاع احتمالات عدم الاستقرار الأسري لدى الزوجة.
5- قد تثرى الدراسة الإطار النظري لطريقة العمل مع الجماعات في التخفيف من المشكلات المترتبة على تعدد الزوجات.

مصطلحات البحث :-
1- مفهوم تعدد الزوجات :- Polygamy
هو ذلك النظام الذي يقترن فيه الرجل بأكثر من زوجة في وقت واحد.(25)
وعرف قاموس علم الاجتماع تعدد الزوجات بأنه زواج الرجل الواحد من امرأتين أو أكثر.(26)
كما يقصد به تزوج الرجل بأكثر من امرأة على ألا يجمع في عصمته أكثر من أربع زوجات، وبشرط العدل بينهن.(27)
2- مفهوم المشكلات المترتبة على تعدد الزوجات :-
تقصد الباحثة بالمشكلات المترتبة على تعدد الزوجات جملة من المشكلات النفسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والصحية والدينية والأخلاقية التي تؤثر بالسلب على الأسرة ككل وعلى المجتمع والتي تمخضت عنها الدراسة الاستطلاعية للباحثة في المجال المكاني للدراسة وآراء الخبراء والمتخصصين في الخدمة الاجتماعية وعلم النفس والصحة النفسية والاجتماعية.

لتحميل البحث كامل اضغط هنا

كلمات دليلية 
* خطة بحث .
* مشروع تخرج .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.