أعلان الهيدر

الأحد، 24 فبراير 2019

الرئيسية بحث جاهز للطباعة عن أثر وسائل الإعلام على التنشئة الاجتماعية للأطفال

بحث جاهز للطباعة عن أثر وسائل الإعلام على التنشئة الاجتماعية للأطفال



مقدمة
كانت وسائل الإعلام والاتصال السمعية البصرية ولازالت من أهم وسائط الاتصال الحديثة التي أثبتت للأفراد والجماعات والدول غالبية أنحاء العالم عصرنا الحالي أنها قادرة على السيطرة على أي نسيج اجتماعي والتغلغل فيه ،وذلك لما تتميز به من مميزات لا تتوفر للوسـائل الأخرى خاصة ظل تنامي تكنولوجيا الاتصالات  الحديثة. ومن أهم هذه الوسائل هو  التلفزيون بل من أحدثها ومن أخطرها في نفس الوقت ،وذلك لما يتميز به من قدرة كبيرة على شد انتباه الكبـار والصغار حوله حيث أنه يحتوي على مواد وبرامج تلبي احتياجات جميع الاعمار ، بالإضافة إلى غنى اللغة التعبيرية له وتنوع وتكامل العناصر الفنية لمادته وبساطة بنيتـها ومضمنها وشكلها، وظروف وسهولة التعرض إليها ،ومقدرتها على جذب وجلب الانتباه وخل الإحساس بالمشاركة .وقد أشارت الكثير من الابحاث العلمية إلى احتلاله مكانة عالية بين وسائل الإعلام والاتصال الأخرى بصفة عامة وفي حياة الطفل بصفة خاصة حتى قيل أن الطفل اليوم يساعد في تنشئته ثلاثة هم: الأب والأم والتلفزيون وبـذلك تحول هذا الجهاز إلى أحد مؤسسات التنشئة الاجتماعية لديه القدرة على المنافسة بين المؤسسات التقليدية الأخـرى كالمدرسة وغيرها. وتبرز أهمية التلفزيون في حياة الاطفال من خلال طبيعة مادته وطريقة عرضها التي تعمل على اثارة جميع حواس الاطفال وانفعالاتهم والتأثير على  الأطفال بدرجة كبيرة على كيانهم واتجاهاتهم ودمجهم فيما يرون ويسمعون، فالكثير من الدراسات والبحوث العلمية أكدت أن الطفل يقضي أوقات طويلة  أمـام شاشة التلفزيـون وانـه السنوات الأولى من عمر الطفل يكون سهل وسريع التأثر ويكون سلوكه ميالا بدرجة كبيرة للتقليد.
لقد تأثر الأطفال في بلادنا العربية تأثراً كبير بقيم غربية دخيلة على المجتمع العربي الإسلامي ، نظراً للتطور المفاجئ الذي حدث في هذه المجتمعات ـ مما أصبح تحدياً اجتماعياً ينبغي مواجهته ، وتتمثل هذه التحديات فيما أصاب الشباب في بعض دول الخليج بما يعرف بظاهرة (المعلاوية) أو الجنس الثالث والتي انتقلت عن طريق وسائل الإعلام الحديثة (أحمد حقي الحلي: 1984،ص356-357).
وإن النداءات المتكررة في المحافل الدولية إلى أسيس ثقافة كونية ، تدعو إلى التعاون والتضامن بين الشعوب ، تحتكم إلى قيم التسامح والتعايش مع المحافظة في نفس الوقت على خصوصيات الثقافة المعايشة . هذه النداءات تصطدم دائماً بقوى الجزب إلى الوراء وتتعثر القيم النبيلة التي تدعو بأصوات لها تأثيرها في إذكاء مفهوم الصراع ليتحول إلى صدام . ويتعرض المجتمع الخليجي منذ ثلاث قرون لتغيرات سريعة في شتى المجالات نتيجة عملية التحضر (urbanization) الشاملة التي ترافقت مع تدفق عائدات النفط ، وتعتبر معدلات التغيير في المنطقة الخليجية من أعلى المعدلات في العالم في جميع المجالات السكانية والاقتصادية والاجتماعية وهناك مجموعة عوامل ساهمت في إحداث التغيير خاصة في القيم والعادات ومظاهر السلوك . ومن أهم تلك العوامل : انتشار مؤسسات التعليم الحديثة وانتشار وسائل الاتصال الحديثة (كلثم الغانم:1993م).
وتتوقف قدرة المجتمع السعودي في المحافظة على سماته الثقافية ـ بمدى الدعم التراثي الذي يقدمه المجتمع المحلي ، والذي تخضع ثقافته وأوضاعه الاجتماعية لغزو من الخارج ، فإذا كان تراث هذا المجتمع قوياً ومستوعباً في البنية الدافعة لأبنائه ، وقادراً على اشباع حاجتهم الاساسية ، فإنه من الصعب أن ينهزم هذا المجتمع أمام سمات أو عناصر ثقافية غازية .
مشكلة الدراسة :
إن البعد العالمي لآليات الهيمنة الثقافية المدعمة بتكنولوجيا الاتصالات تؤثر على التربية في الألفية الثالثة مع إعمال الاشكال الاخرى مثل حقوق الملكية الفكرية ، بغرض الهيمنة من قبل الدول الرأسمالية المتقدمة على صناعياً –بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية – لعى بقية دول الكوكب . وهذا يفرض علينا استئناف كل لطاقات من أجل تربية يكون محورها الإبداع حتى نستطيع أن يكون لنا مكان في تلك القرية الكونية مع تضافر جهود الدول النامية في تحقيق شروط أفضل تتيح لنا إقامة حوار مع الحضارات الاخرى والا تعرضنا لصدامات حضارية مأساوية .(طلعت عبد الحميد : 1997م، ص72)  
ويضع تقرير اللجنة الدولية المعنية بالتربية للقرن الحادي والعشرين مجمعة من المخاطر والكوارث التي تقع على كاهل التربية مسئولية إعداد الأجيال لمواجهتها وتجاوزها من أهمها :- (اليونسكو : 1996م)
·   التوتر بين العالمي والمحلي ، حيث تفرض المتغيرات العالمية أن يصبح الفرد شيئاً فشيئاً مواطناً عالمياً ، دون أن ينفصل عن جذوره أو أن يتخلى عن الإسهام بنشاط في المجالات الحيوية لأمته ومجتمعه .
·   التوتر بين الكلي والخصوصي ، بين عالمية الثقافة والحفاظ على هوية الفرد وطابعه الذي يتمثل في نزوعه إلى اختيار مصيره والحفاظ على تقاليده وثقافته الخاصة التي تهددها التطورات الجارية .
·   التوتر بين التقليد والحداثة ، مما يتطلب موقفاً يمكن من التجاوب مع الغير دون التنكر للذات وبناء الاستقلال الذاتي في تكامل واتساق مع حرية الآخرين ، ومواجهة التحدي الذي تطرحه تكنولوجيا المعلومات الجديدة .
·       التوتر بين التوسع الهائل للمعارف وقدرة الإنسان على استيعابها .
كما جاء في تقرير أعدته المنظمة التربية للتربية والثقافة والعلوم عام 1989م ، عن استراتيجيات تطوير العلوم والثقافة في الوطن العربي صورة واضحة عن الصعوبات والنقص الذي يكبل حركة وطننا العربي في هذا المجال ومن أهمها : (يوسف عبد المعطي: 1999م، ص66-67) .
إن أنشطة العلم والثقافة العربية نشأت وتوسعت تحت ضغط الطلب الاجتماعي والمحاكاة السطحية لأنشطة العلم والثقافة في البلدان المتقدمة ، ولكنها لم تتطور مع تطورات تلك الأخيرة .
إن اعتماد الدول العربية على المؤسسات الأجنبية في إقامة أهم المشاريع الإنشائية الكبرى جعلها تعتمد على الثقافة المستوردة إلى حد كبير ، وتتم بعزل عن منظومات العلم والثقافة العربية .
أن امتلاك ناصية العلم والثقافة يحتاج إلى بناء منظومة كاملة ومتناسقة للعلوم والثقافة مرتبطة عضوياً بالمنظومات الاجتماعية والثقافية .
ولقد أفلح الغرب في استحداث ما لا يصى عده من أدوات ووسائل التغريب ، فقد نجح في إبادة ما هو أصيل ووثيق الصلة بتراثنا وحضارتنا لخدمة أهدافه . فأصبح لم يعد من بالغريب أن نرى أطفالنا وشبابنا يتنكرون لزيهم التراثي ولثقافتهم بعد أن أعان التليفزيون ببرامجه المستوردة على تنميهم بالنمط الغربي ، ولم يدع الغرب حتى الدفاتر والكتب التي تخل من مظاهر ثقافية تغريبية تروج لها أغلفتها على حساب ما كانت تحمله هذه الأغلفة من قيم أخلاقية ومبادئ سلوكية كانت مستمدة من تراثنا وثقافتنا الأصلية .
اسئلة الدراسة :

لتحميل البحث كامل بصيغة pdf  اضغط هنا

لتحميل البحث كامل بصيغة word اضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.