التخطيط عنصر أساسي من عناصر الإدارة ، وله أولوية على
جميع عناصر الإدارة الأخرى ، إذ لا يمكن تنفيذ الأعمال على خير وجه دون تخطيط لها
، وهو عبارة عن مرحلة التفكير – التي تسبق تنفيذ أي عمل- والتي تنتهى باتخاذ
القرارات المتعلقة بما يجب عمله وكيف يتم ؟ ومتى يتم ؟ ومن يقوم به ؟ فالتخطيط
سلسلة من القرارات التي تتعلق بالمستقبل ، وفى ذلك يقول فايول :"إن التخطيط في
الواقع يشمل التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل مع الاستعداد لهذا المستقبل".
فالتخطيط إذاً هو عمل افتراضات لما ستكون عليه الأحوال في
المستقبل ، ثم وضع خطة تبين الأهداف المطلوب الوصول ، والعناصر ، وخطط السير،
والمراحل المختلفة الواجب المرور بها ، والوقت اللازم لتنفيذ الأعمال(الهنيدي، 2009م ، ص189).
والتخطيط يحتل المركز الأول بين عناصر العملية الإدارية
بحكم مفهومه ومضمونه ، حيث يتم رسم الخطوط
الكبرى للمستقبل عن طريق تحديد أهداف المنظمة الإدارية ، ثم تعيين وسائل
تحقيق هذه الأهداف بخطوات متوافقة ومتنافسة باستخدام الإمكانيات المادية والبشرية
المتاحة ، وأخيراً بمتابعة ومراقبة ما تم إنجازه من الخطة وما تبقى منها ، لتقويم
مدى النجاح أو أوجه القصور في هذا الإنجاز .
وبدون التخطيط السليم يصبح النشاط
الإداري عملاً ارتجالياً لا هدف له وبلا خطوات منظمة يسير على هداها ، مما يؤدى
إلى الفوضى والاضطراب في العمل ، وهذا أمر لم يعد يتمشى مع روح العصر وسرعة التقدم
والطموح والأهداف التي تصبو إليها الشعوب ، ولهذا أضحى التخطيط أمراً ضرورياً لكل
منظمة إدارية ، وشعاراً سياسياً لكثير من دول العالم (أدهم،
2001م، ص93).
فالإداري يجب أن يفكر أولاً بالهدف الذى يسعى لإنجازه .
وللقيام بعملية التخطيط فان على الإداري أن يتنبأ بالمتغيرات التي تحدث في البيئة
سواء كانت تغييرات تكنولوجية أو اقتصادية أو في طبيعة المنافسة أو في السياسات
الحكومية لأن هذه التغييرات تؤثر تأثيراً كبيراً على قدراته على إنجاز أهدافه .
كذلك فإن الموارد المتاحة له سواء كانت بشرية أو مادية لها ارتباط كبير بإنجازه
لأهدافه . وبذلك يمكن القول بأن إنجاز
أهداف المؤسسة مرتبط ومتوقف على هذين العاملين وهما البيئة والموارد المتاحة له
سواء كانت بشرية أو مادية لها ارتباط كبير بإنجازه لأهدافه . وبذلك يمكن القول بأن
انجاز أهداف المؤسسة مرتبط ومتواقف على هذين العاملين وهما البيئة والموارد
المتاحة.
ولإنجاز الأهداف لابد من وضع الخطط الكفيلة بذلك مثل وضع
الاستراتيجيات والسياسات والقواعد والإجراءات والبرامج والميزانيات التقديرية
اللازمة . وهذا لا يعنى بالطبع ضرورة وجود جميع هذه الأنواع من الخطط في كل منشأة
بل ان على المنشأة أن تختار من هذه الخطط ما يناسب حاجتها ويساعدها في تحقيق
أهدافها (المعهد التخصصي للدراسات ، ص5) .
هذا وقد أصبح التخطيط الاستراتيجي علماً واضح المعالم
والمرتكزات ، ومهارة لابد منها لمن أراد أن يتصدر القيادة والريادة ، حيث لا
يُعذَر الجهل بها بل على العكس تماماً فلا بد للقائد أن يدركها إدراكاً تاماً ،
ويبرع في استخدامها كما ورد في قوله تعالى : "
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا
يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ"(الزمر،9) وأيضاً قول الله تبارك وتعالى
:" وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ
يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ
يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى
صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"(النحل،76).
لقد
بات معلوماً أن الاستراتيجية توضع على ثلاثة مستويات وهى المستوى الكلى أو الشمولي
ومستوى الإدارة العامة والمستوى الخدماتي. واعتماد التخطيط الاستراتيجي وإقراره
على المستوى الكلى أو الشمولي إنما يوضح التوجيه العام للمؤسسة بكافة إدارتها
وفروعها وخدماتها ، والنقطة التي يجب أن ينظر إليها الجميع ، ويتجه نحوها التخطيط
الاستراتيجي في المستوى الأقل كما أن التخطيط الاستراتيجي يجب أن يضمن النجاح في تحقيق وتطوير محاور أساسية ،
وذلك كما يلى :
1- جودة ونوعية الخدمة التي تؤديها
المؤسسة .
2- زيادة الانتاجية وتنوع النشاط.
3- تفعيل دور المؤسسات الداخلية والفرعية
في المؤسسة الأم.
4- توجيه الاعلام لخدمة الاستراتيجية.
5- التنسيق والتعاون مع أطراف أخرى لتحقيق
الاستراتيجية .
6- توفير الدعم اللازم للقيام بالأنشطة
المختلفة .
7- تنمية الكادر البشرى في النواحي
المختلفة وتوفير بيئة تعاونية مريحة للعمل .
8- اعتماد آليات وطرق قياس الأداء
المناسبة والفعالة (الرويشي ، ص3،4).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق