أعلان الهيدر

الثلاثاء، 26 فبراير 2019

الرئيسية بحث بعنوان الالوهية عند اليهود والنصارى

بحث بعنوان الالوهية عند اليهود والنصارى


المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، فجزاه الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمَّته ، وبعد
ظلت حقيقة الإلوهية تشغل الفكر الإنساني منذ بداية الخليقة ، وعجزت العقول عن الوصول إلى إجابات قاطعة عن الأسئلة الحائرة ، وبقيت جميع الأوصاف العالية في مراتب الوجود أوهاماً لدى المقام الإلهي . فهو غيب منيع لا يدرك وذات بحت لا يوصف لان الذات الإلهية محيطة وجميع الكائنات محوط ولا شك أن المحيط أعظم من المحوط لهذا لا يمكن أن يكتنه المحوط من أحاط به ولا يدرك حقيقته . فمهما ترقت العقول ووصلت إلى منتهى درجة من الإدراك فغاية إدراكها مشاهدة أثاره وصفاته في عالم الخلق لا في عالم الحق ، لأن ذات الإله وصفاته في علو التقديس فليس للعقول والادراكات سبيل إلى ذلك المقام ، ومن الواضح أن قوة الإدراك الإنساني فرع لوجود الإنسان والإنسان آية إبداع من آيات الرحمن فكيف يحيط فرع الآية بموجود تلك الآية يعني أن الإدراك الذي هو فرع وجود الإنسان يعجز عن أن يدرك حقيقة الإلوهية .
 وتدرجت الإلوهية مفهوماً وقضية في الفكر الإنساني الناشئ وعالجتها جميع جميع الأديان ورجالتها.
ولقد منحتها اليهودية مساحة واسعة من نصوصها المقدسة في العهد القديم (التوراة) ، ولكن شبها ما شابها من عوالق التشبيه والمماثلة بين الخالق والمخلوق ، مما ابعد القدسية عن التوراة ، ولهذ لم تقف الفلسفة اليهودية مكتوفة اليدين أمام هذا الأمر ، فبعد أن نهلت من الفلسفة الإسلامية العمق والثراء الفكري انبرت لتوضيح ما التبس وتبيان حقائق الأمور التي تختفي بين السطور معتمدة أسلوب التأويل والمجاز لإزالة الغموض ورد الشبهات عن نصوص التوراة .
والنصراني عابد الصليب ، اتخذ إلهه هواه حتى عد الوثنية ديناً حقاً والشرك توحيداً ، وقال في الله قولاً عظيماً ، يُضَاهي بذلك قول الذين كفروا من قبل وضلوا عن سواء السبيل ، وزين له الشيطان سواء عمله فرآه حسناً ، فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء وما ربك بظلام للعبيد ، والمسلم صاحب دعوة وحق ، لا يغره كثرة الهالكين ولا قلة السالكين ، إذ هو يسير بنور الله عز وجل وهدايته .
والمسلم داعية مشفق ناصح ، وطبيب ذكي حاذق ، ينصح للخلق رغبة في نجاتهم ويصف الدواء للمريض رجاء الشفاء ، ولن يصف الدواء من لم يعرف الداء ، لهذا صار لوماً على المسلم الداعية أن يعرف شيئاً من أديان الناس ، فإن لذلك عدة فوائد .
أولاً : إن ذلك عامل مساعد للداعية يسهل له دعوة أصحاب الأديان المنحرفة بإبراز مواضع الانحراف والفساد في دياناتهم ، ثم نقلهم إلى ما يقابلها في الدين الإسلامي ، ويبرز لهم نصاعة الإسلام وسلامته من التحريف في مصادره ، وانسجامه مع الفطرة البشرية السليمة في عقيدته وعبادته وتشريعاته .
ثانياً : إن المنصرين غزوا كثيراً من مناطق المسلمين ، يبثون سمومهم ويتصيدون الجهلة من المسلمين والبسطاء  لتنصيرهم ، فبمعرفة المسلم لديانة هؤلاء المنصرين يستطيع أن يبين للمسلمين فساد دعوتهم ، والانحراف الديني الذي هم عليه ، وخبث مقاصدهم ونياتهم .
ثالثاً : إن النظرة الفاحصة الواعية لما عليه الأديان غير الإسلام تزيد الملم يقيناً بدينه ، إذ يظهر له تميز الإسلام ورفعته ، وأنه الدين الذي قام ولا يزال على التوحيد الخالص ، والعبادة الحقة لله عز وجل والشرع الصالح للبشر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، كما يتضح له سلامة مصادر الإسلام من التحريف الذي وقع في مصادر الأديان الأخرى .
رابعاً : الوقوف على تحريف أصحاب الأديان الباطلة لأديانهم وابتداعهم فيه تصديق لخبر الله عز وجل عنهم ، كما أن الإيمان بخبر الله عنهم يصبح إيماناً مفصلاً بعد أن كان إيماناً مجملاً .
خامساً : معرفة واقع هذه الأديان وتاريخها يتبين به المسلم مدى الانحراف الذي وقع فيها ، وأسبابه ، فيجتنب هذه الأسباب ، يحرص على المحافظة على السنة ، ونبذ البدعة ، إذ البدعة من أبرز أسباب الانحراف في العبادة والتشريع لدى الأديان الأخرى .
ومن العرض السابق يتبين لنا أهمية البحث المقارن للأديان ولاتساع هذا المجال قررت أن يكون بحثي في الألوهية في الديانة النصرانية واليهودية ولقد أتى هذا البحث في مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة .
وارجو ان  ينفع الله به كل  من قرأه .


لتحميل البحث كامل بصيغة pdf اضغط هنا



لتحميل البحث كامل بصيغة word اضغط هنا

* مشاريع تخرج 
* ابحاث جامعية
* بحث جاهز للطباعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.